«حرائق الأمازون».. انبعاثات الكربون ترتفع في البرازيل بنسبة 60%
«حرائق الأمازون».. انبعاثات الكربون ترتفع في البرازيل بنسبة 60%
أظهرت دراسة حديثة صادرة عن معهد البحوث البيئية في منطقة الأمازون (IPAM) أن الحرائق التي اندلعت بين يونيو وأغسطس في منطقة الأمازون البرازيلية أدت إلى انبعاث 31.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، بزيادة تصل إلى 60% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. هذه الانبعاثات تعادل تقريبًا ما تصدره دولة النرويج خلال عام كامل.
الدراسة، التي تم إصدارها كجزء من نظام تقديرات انبعاثات الغازات الدفيئة (SEEG) التابع لمرصد المناخ في البرازيل، أوضحت أن الحرائق دمرت 2.4 مليون هكتار من الغابات والمراعي في أكبر غابة استوائية على وجه الأرض. ومن هذه المساحة، فقدت الغابات وحدها حوالي 700 ألف هكتار، مما تسبب في انبعاث 12.7 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهو أكثر من ضعف ما تم تسجيله خلال الفترة نفسها في العام الماضي.
وبحسب التقرير، فإن الانبعاثات ستستمر حتى بعد انتهاء الحرائق، بسبب تحلل النباتات المتضررة، وهو ما يعرف بالانبعاثات المتأخرة، التي قد تستمر لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات، ومن المتوقع أن تنبعث ما بين 2 إلى 4 ملايين طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون خلال هذه الفترة.
وأوضح مدير العلوم في IPAM أني ألينكار، أن الغابات المتدهورة بسبب الحرائق تصبح أكثر عرضة للحرائق المستقبلية، مما يؤدي إلى استمرار دورة التدهور والانبعاثات، كما أن موجة الجفاف التي تضرب البرازيل حاليًا، والتي تعتبر الأسوأ منذ عام 1950، ساهمت في تفاقم الأزمة. ويعود ذلك إلى عوامل متعددة مثل تغير المناخ والاحتباس الحراري، الذي أثر بشكل كبير على توازن المناخ وأدى إلى تدهور الغطاء النباتي، الذي يعتبر مصدرًا رئيسيًا للرطوبة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".